کد مطلب:167541 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:340

استشهاد بنی هاشم
وبعد ما قتل أصحاب الحسین رضوان الله علیهم فعند ذلك وصلت النوبة إلی بنی هاشم، و أول من قتل منهم علی بن الحسین الأكبر، وأمه لیلی، وفیه یقول الشاعر:



لــــــم تــــــر عـــــــین نظرت مثله

من محـــــتف یــــمشی ومن ناعل



أعــــنی ابن لیلی ذا السدی والندی

أعنی ابن بنت الشـــــرف الفاضل



لا یــــــــؤثر الــــدنـــــیا عــن دینه

ولا یبـــــیع الحـــــــق بـــــــالباطل



وكان من أصبح الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً وخُلقاً، فاستأذن أباه فی القتال فنظر إلیه الحسین نظر آیس منه، وأرخی عینیه وبكی، ورفع سبابتیه أو شیبته الشریفة نحو السماء وقال: (اللهم اشهد علی هؤلاء القوم فقد برز إلیهم غلام أشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك، وكنّا إذا اشتقنا إلی نبیك نظرنا إلی وجه هذا الغلام، اللهم امنعهم بركات الأرض وفرّقهم تفریقاً ومزّقهم تمزیقاً، واجعلهم طرائق قدداً ولا تغفر لهم أبداً، ولا ترضی الولاة عنهم أحداً، فإنهم دعونا لینصرونا ثم عدوا علینا یقاتلوننا).

ثم صاح: یابن سعد ما لك؟ قطع الله رحمك ولا بارك الله فی أمرك، وسلّط علیك من یذبحك بعدی علی فراشك، كما قطعت رحمی ولم تحفظ قرابتی من رسول الله، ثم رفع صوته وتلا: (إِنَّ اللهَ اصْطَفَی آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِیمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَی الْعَالَمِینَ).

فحمل علی الأكبر علی القوم وهو یقول:



أنـــــا عــــلی بن الحسین بـن علی

نحــــــن وبیـــــت الله أولی بالنبی



أطعنـــكـــــم بــــالرمح حـــتی یثنی

أضربــــكم بالسیف أحمی عن أبی



ضـــــرب غـــــلام هـــاشمی علویّ

والله لا یحــــــكم فــینا ابن الدعی



فشدّ علی الناس وقتل منهم خلقاً كثیراً حتی ضجّ الناس من كثرة من قتل، فروی أنه قتل مائة وعشرین رجلاً، فرجع إلی أبیه وقد أصابته جراحات كثیرة وهو یقول: یا أبة العطش قد قتلنی وثقل الحدید قد أجهدنی، فهل إلی شربة من الماء سبیل أتقوّی بها علی الأعداء.



یشكــــو لخیر أبٍ ظماه وما اشتكی

ظمأ الحشا إلا إلی الظامی الصدی



كلٌ حشـــــاشته كصـــــــالیة الغضا

ولســـــــانه ظـــــمأ كــــشقة مبرد



فبكی الحسین وقال: وا غوثاه یا بنی، یعزّ علی محمد المصطفی وعلی علی المرتضی وعلیّ أن تدعوهم فلا یجیبوك وتستغیث بهم فلا یغیثوك، یا بنی قاتل قلیلاً، فما أسرع أن تلقی جدك محمداً (صلّی الله علیه وآله) فیسقیك بكاسه الأوفی شربةً لا تضمأ بعدها أبداً، یا بنی هات لسانك. فأخذ لسانه فمصّه، وأعطاه خاتمه وقال: أمسكه فی فمك وارجع إلی عدوّك، فإنی أرجو أن لا تمسی حتی یسقیك جدّك، ولدی عد بارك الله فیك.

فرجع مرتجزاً



الحـــــــرب قد بانت لها حقائق

وظهــــرت مع بعضها مصادق



والله رب الـعرش لا نـــــــفارق

جموعـــــكــم أو تغمد البوارق



ولم یزل یقاتل حتی قتل تمام المائتین، فضربه مرّة بن منقذ العبدی ضربةً صرعته، وضربه الناس بأسیافهم فاعتنق فرسه فاحتمله الفرس إلی معسكر الأعداء فقطّعوه بسیوفهم إرباً إرباً، فلما بلغت روحه التراقی نادی رافعاً صوته: أبه هذا جدّی رسول الله قد سقانی بكأسه الأوفی شربةً لا أظمأ بعدها أبداً، وهو یقول: العجل العجل فإن لك كأساً مذخورة تشربها الساعة.

فجاءه الحسین ورفع صوته بالبكاء ولم یسمع أحد إلی ذلك الزمان صوت الحسین بالبكاء، فقال: قتل الله قوماً قتلوك، ما أجراهم علی الرحمان وعلی انتهاك حرمة الرسول، أما أنت یا بنی فقد استرحت من هم الدنیا وغمومها، وسرت إلی روح وریحان وجنّة ورضوان وبقی أبوك لهمّها وغمّها، فما أسرع لحوقه بك، ولدی علی ّعلی الدنیا بعدك العفا.



ابــــــنیّ هـــــــل لـــــــك عودةٌ

حتــــــی أقــــــول مـــــــــسافر



كنـــــت الســــــواد لنــــــاظری

فعلیــــــك یـــــــبكی النــــــاظر



مــــــن شــــــاء بــــعدك فلیمت

فعـــــــلیك كنـــــــت أحـــــــاذر



فــــإذا نطـــــــــقت فـــــمنطقـی

بجمـــــــیل وصـــــــفك ذاكــــر



وإذا سكــــــت فــــــإن فــــــــی

بــــــالی خــــــــیالــــــك خاطر



یا كوكبا مــــا كان أقصر عمره

وكـــذاك تكون كواكب الأسحار



فعند ذلك خرجت زینب الكبری من الخیام مسرعة وهی تنادی: وا ولداه؛ وا مهجة قلباه؛ فجاءت وانكبّت علیه، فجاء الحسین واخذ بیدها وردّها إلی الفسطاط، ثم نادی: یا فتیان بنی هاشم هلمّوا واحملوا أخاكم إلی الفسطاط.

فجاء القاسم بن الحسن وهو غلام لم یبلغ الحلم فقال: یا عم الإجازة لأمضی إلی هؤلاء الكفرة؟ فقل له الحسین: یابن أخی أنت من أخی علامة وأرید أن تبقی لی لأتسلّی بك، فلم یزل القاسم یقبّل یدیه ورجلیه حتی أذن له، فقال له الحسین: یا بنی أتمشی برجلك إلی الموت؟ فقال: یا عمّ وكیف لا؟ وأنت بین الأعداء بقیت وحیداً فریداً لم تجد محامیاً.

فأركبه الحسین علی فرسه فخرج القاسم ودموعه تسیل علی خدیه وهو یقول:



إن تنـــكرونی فأنا نجل الحسن

سبـط النبی المصطفی المؤتمن



هذا حــــسین كالأسیر المرتهن

بین أناس لاسقوا صوب المزن



وكان وجهه كفلقة قمر، فقاتل قتالاً شدیداً حتی قتل علی صغر سنه خمساً وثلاثین رجلاً، وقیل سبعین فارساً، فانقطع شسع نعله، فانحنی لیصلح شسع نعله، فضربه عمرو بن سعد الأزدی علی رأسه فوقع الغلام لوجهه ونادی: یا عمّاه أدركنی، فجاءه الحسین كالصقر المنقضّ فتخلّل الصفوف، وشدّ شدة اللیث المغضب فضرب الحسین عمرواً قاتل القاسم بالسیف فاتقاه بیده فأطنّها من لدن المرفق، فصاح اللعین صیحة سمعها أهل العسكر ثم تنحّی عنه الحسین فحملت خیل أهل الكوفة لیستنقذوا عمرواً من الحسین، فاستقبلته الخیل بصدورها وشرعته بحوافرها، ووطأته حتی مات إلی جهنم.

فلما انجلت الغبرة وإذا بالحسین قائم علی رأس الغلام وهو یفحص برجلیه فقال الحسین: یعز والله علی عمّك أن تدعوه فلا یجیبك أو یجیبك فلا یعینك أو یعینك فلا یغنی عنك، بعداً لقومٍ قتلوك ومن خصمهم یوم القیامة جدّك وأبوك، هذا یوم والله كثر واتره وقلّ ناصره.

ثم احتمله علی صدره ورجلاه تخطّان فی الأرض خطّاً حتی ألقاه بین القتلی من أهل بیته.

ثم برز من بعده أخوه أحمد بن الحسن، وله من العمر ستة عشر سنة فقاتل حتی قتل ثمانین رجلاً، فرجع إلی الحسین وقد غارت عیناه من العطش فنادی: یا عمّاه هل من شربة ماء أبرّد بها كبدی؟

فقال له الحسین: یابن أخی اصبر قلیلاً حتی تلقی جدّك رسول الله فیسقیك شربة من الماء لا تظمأ بعدها أبداً.

فرجع إلی القوم وحمل علیهم وقتل منهم ستین فارساً حتی قتل. وبرز أخوه أبو بكر بن الحسن وهو یقول:



إن تــــــنكرونی فــــــأنا ابن حیدرة

ضرغـــــــام آجــــامٍ ولیث قسورة



عــــلی الأعادی مثل ریح صرصرة

أكیلكم بالسیـــــف كـــــیل السندرة



فقاتل حتی قتل.

فعند ذلك خرج أولاد أمیر المؤمنین (علیه السلام) وأول من خرج منهم أبو بكر بن أمیر المؤمنین فقاتل حتی قتل.

وبرز عون بن أمیر المؤمنین فقال له الحسین: كیف تقاتل هذا الجمع الكثیر والجمّ الغفیر؟ فقال: من كان باذلاً فیك مهجته لم یبال بالكثرة والقلّة، ثم حمل فقتل مقتلة عظیمة، فاحتوشه ألفان، ففرّقهم یمیناً وشمالاً، وتخلّل الصفوف ثم رجع إلی الحسین فقبّله الحسین وقال له: أحسنت لقد أصبت بجراحات كثیرة فاصبر هنیئة.

فقال عون: سیدی أردت أن أحظی منك وأتزوّد من رؤیتك مرة أخری، فرجع وقاتل ورُمی بسهم وقضی نحبه.

فعند ذلك وصلت النوبة إلی أولاد أم البنین، فقال لهم العباس بن أمیر المؤمنین: یا بنی أمی تقدّموا حتی أراكم قد نصحتم لله ولرسوله فإنه لا ولد لكم تقدّموا ـ بنفسی أنتم ـ فحاموا عن سیدكم حتی تموتوا دونه.

فبرز عبدالله بن أمیر المؤمنین وعمره خمس وعشرون سنة، فقتل أبطالاً ونكّس فرساناً، فقتله هانی بن ثبیت الحضرمی علیه اللعنة.

ثم برز جعفر بن أمیر المؤمنین فقاتل وقتل جمعاً كثیراً، فقتله هانی بن ثبیت الحضرمی.

فبرز عثمان بن أمیر المؤمنین، وعمره إحدی وعشرون سنة فقاتل حتی قتل.

فبقی العباس بن علی قائماً أمام الحسین یقاتل دونه، وكان العباس بطلاً جسیماً وسیماً، یركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطّان علی الأرض خطا، ویلقّب بالسقّاء وقمر بنی هاشم.

فجاء نحو أخیه الحسین فقال: یا أخاه هل من رخصة؟ فبكی الحسین حتی ابتلّت لحیته بدموعه فقال: أخی أنت العلامة من عسكری فإذا غدوت یؤول جمعنا إلی الشتات وتنبعث عمارتنا إلی الخراب، فقال العباس: فداك روح أخیك لقد ضاق صدری من الحیاة الدنیا وأرید أخذ الثأر من هؤلاء المنافقین.

فقال له الحسین: فاطلب لهؤلاء الأطفال قلیلاً من الماء، فبرز العباس فلمّا توسّط المیدان وقف ونادی: یا عمر بن سعد هذا الحسین ابن بنت رسول الله یقول لكم: إنكم قتلتم أصحابه واخوته وبنی عمّه وبقی فریداً مع أولاده وعیاله وهم عطاشی، قد أحرق الظمأ قلوبهم فاسقوهم شربة من الماء لأن أولاده وأطفاله قد وصلوا إلی الهلاك... إلی آخر كلامه.

فلما سمع أهل الكوفة كلام أبی الفضل فمنهم من سكت ومنهم من جلس یبكی، وخرج شمر وشبث بن ربعی (علیهما اللعنة) وقالا: یابن أبی تراب قل لأخیك: لو كان كلّ وجه الأرض ماءاً وهو تحت أیدینا ما سقیناكم منه قطرة حتی تدخلوا فی بیعة یزید.

فتبسّم العباس فرجع إلی الحسین وأخبره بمقال القوم، فبكی الحسین حتی بلّ أزیاقه من الدموع، فسمع العباس الأطفال وهم ینادون: العطش العطش فركب فرسه وأخذ رمحه والقِربة، وكان عمر بن سعد قد وكّل أربعة آلاف رجلاً علی الماء لا یدعون أحداً من أصحاب الحسین یشرب منه.

فحمل علیهم العباس ففرّقهم وكشفهم وقتل منهم ثمانین رجلاً وهو یقول:



لا أرهـب الموت إذا الموت رقا

حتی أواری فی المصالیت لقی



إنی أنـــــا العباس أغدو بالسقا

ولا أخــــاف الشر یوم الملتقی



حتی دخل الماء فلما أراد أن یشرب غُرفة من الماء ذكر عطش الحسین وال بیته فرمی الماء وهو یقول:



یا نفس من بعد الحسین هونی

وبعــــــــده لا كـــنت أن تكونی



هــــــذا الحسین شارب المنون

وتشربیــــــن بـــــارد المعـــین



هیهـــــــــات ما هذا فعال دینی

ولا فعــــــال صـــــــادق الیقین



فملأ القربة وحملها علی عاتقه وتوجّه نحو الخیمة فقطعوا علیه الطریق وأحاطوا به من كل جانب، وأخذوه بالنبال حتی صار درعه كجلد القنفذ من كثرة السهام، فكمن له زید بن ورقاء من وراء نخلة وعاونه حكیم بن طفیل فضربه علی یمینه فقطعها، فأخذ السیف بشماله وهو یقول:



والله إن قطــــعتـــم یمــــــــینی

إنـــــی أحــــامی أبداً عن دینی



وعــــــن إمـــــام صادق الیقین

نجــــــل النـــبی الطاهر الأمین



فقـاتل حتی ضعف. فقطعوا شماله فجعل یقول:



یا نـــــفس لا تخشی من الكفّار

وأبشــــــری بــــــرحمة الجبّار



قد قطــــعوا ببغیــــــهم یساری

فـــــأصلهم یــــــا رب حر النار



فجاء سهم وأصاب القربة وأریق ماؤها، فبقی العباس حائراً لیس له ید فیقاتل ولا ماء فیرجع إلی الخیمة، فضربه رجل بعمود من الحدید فسقط عن فرسه ونادی یا أخی أدرك أخاك...



عمدُ الحدید بكربـلا خسف القمر

من هــــاشم فلتبكیه علیا مضر



أو مادرت من مهره العباس خر

فمشـــی إلیـه السبط ینعاه كسر



تَ الآن ظهری یا أخی ومعینی

فإنقضّ إلیه الحسین كالصقر فرآه مقطوع الیدین مفضوخ الجبین مشكوك العین بسهم، فوقف علیه منحنیاً وجلس عند رأسه یبكی، ففاضت نفس أبی الفضل فقال الحسین: أخی الآن انكسر ظهری وقلّت حیلتی وشمت بی عدوی.



فهــــوی عـــلیه ما هنالك قائلاً

الیوم بـان عن الیمین حسامها



الــــیوم آل إلـــی التفرّق جمعنا

الیوم هـــــدّ عن البنود نظامها



الیوم سارعــــن الكتائب كبشها

الیوم غاب عن الصلاة إمامها



الیوم نامت أعــــــین بك لم تنم

وتـــــسهدت أخری فعزّ منامها



عـباس تسمع زینباً تدعوك من

لی یا حمای إذا العدی سلبونی



أو لسـت تسمع ما تقول سكینة

عــــمّاه یوم الأسر من یحمینی



ثم قام ورجع إلی الخیمة فاستقبلته ابنته سكینة، وقالت: أبتاه هل لك علم بعمّی العباس، فبكی الحسین وقال: یا بنتاه إن عمّك قتل.

وخرج محمد بن عبدالله بن جعفر، وامه زینب الكبری بنت أمیر المؤمنین فقاتل حتی قتل.

ثم برز أخوه عون بن عبدالله بن جعفر، وأمه أیضاً زینب الكبری فقتل جمعاً كثیراً حتی قتل.

وبرز أخوهما عبید الله فقاتل حتی قتل.

وبرز غلام من أخبیة الحسین، وفی أذنیه درّتان وهو مذعور فجعل یلتفت یمیناً وشمالاً، وقرطاه یتذبذبان فحمل علیه هانی بن ثبیت الحضرمی فضربه بالسیف فقتله، فصارت أمه تنظر إلیه ولا تتكلّم كالمدهوشة.

ثم نادی الحسین: هل من ذائب یذبّ عن حرم رسول الله؟ هل من موحّدٍ یخاف الله فینا؟ هل من مغیث یرجو الله فی إغاثتنا؟

فارتفعت أصوات النساء بالبكاء والعویل، فتقدّم إلی باب الخیمة وقال لزینب: ناولینی ولدی الرضیع لأودّعه:



أخــــــــت إیتــینی بطفلی أره قبل الفراق

فـــأتــــــت بـالطفل لا یـــهدأ والدمع مراق



یتلظّــــی عطشــاً والقلبُ منه فی احتراق

غائر العینین طاوی البطن ذاوی الشفتین



فبكی لــــمّا رآه یـــــــتلظّی مــــــــن أوام

بدموع هاطـــلات تخجـــــل السحب سجام



فأتــــی الـــقوم وفـــــی كفّیه ذیاك الغلام

وهما من ظــــما قــــلباهــــما كالجـمرتین



فنادی یا قوم قتلتم أنصاری وأولادی، وما بقی غیر هذا الطفل، إن لم ترحمونی فارحموا هذا الطفل، لقد جفّ اللبن فی صدر أمّه.

فرماه حرملة بسهم فوقع فی نحره فذبحه من الورید إلی الورید. فوضع الحسین كفّیه تحت نحر الطفل فلمّا امتلأتا دماً رمی به إلی السماء وقال: هوّن علیّ ما نزل بی أنه بعین الله، اللهم لا یكونن طفلی هذا أهون علیك من فصیل ـ أی فصیل ناقة صالح ـ.

ثم عاد بالطفل مذبوحاً وحفر له بجفن سیفه ودفنه. وولد للحسین ابن وقت الظهر، فأتی به إلی الحسین وهو قاعد بباب الخیمة فأخذه فی حجره فاذّن فی أذنه الیمنی وأقام فی الیسری، فرماه لعین فذبحه فی حجر الحسین وإلی هذا أشار الشاعر:



ومنعــــــطفاً أهـوی لتقبیل طفله

فـــــقبّل منه قبله السهم منحرا



لقد ولدا فی ساعةٍ وهو والردی

ومن قبله فی نحره السهم كبّرا